كانت هذه نبذة عامة عن الكتاب وجهد راينهارت، تحاول لفت أنظار الباحثين إليه والاستفادة من منهجه في محاولته تقعيد إحدى اللهجات العمانية في هذا الوقت المبكر.
زاهر الهنائي
إبحار في كل ما هو مفيد لذوي الألباب
كانت هذه نبذة عامة عن الكتاب وجهد راينهارت، تحاول لفت أنظار الباحثين إليه والاستفادة من منهجه في محاولته تقعيد إحدى اللهجات العمانية في هذا الوقت المبكر.
زاهر الهنائي
وُلد المؤرخ والعالم الألماني هاينز جاوْبَه في يوم الثامن من سبتمبر سنة ١٩٤٠ في المدينة التشيكية تشيسكا ليبا، ورحل عنا قبل أيام في العاصمة الألمانية برلين في العشرين من العام الحالي، بعد سيرة حافلة بالترحال والعطاء والبحث والمعرفة. يُعدّ البروفيسور جاوبه من بقية المستشرقين الألمان الكبار الذين قدّموا إسهامات جليلة في مجال الدراسات الاستشراقية. وقد حظيت سلطنة عُمان باهتمام هذا المؤرخ الكبير؛ فقد بدأ توجّهه في دراسة عُمان منذ سنة ١٩٩٥، وقام بإدارة المشروع البحثي البيني: Transformationsprozesse in Oasensiedlungen عمليات التحول في مستوطنات الواحات في عُمان. وأجرى بحوثًا حول الحضور العُماني في المناطق المحيطة بالمحيط الهندي. وكان له إسهام مهم أيضا في إنتاج الفيلم الوثائقي Atlantis der Wüste، الذي عملتْ على إنتاجه القناة الألمانية 3sat سنة ٢٠١٢، وكان موضوعه عن واحات الربع الخالي. كما قدّم جاوبه محاضرة بعنوان: Die Omanis in Ostafrika العُمانيون في شرق أفريقيا، في جامعة توبنجن في إطار معرض التسامح ٢٠١٩، الذي تُشرف عليه وزارة الأوقاف والشؤون الدينية بسلطنة عُمان. وقد أشرف على تنظيم مؤتمر The Ibadism of Oman إباضية عُمان، الذي عُقد سنة ٢٠١١ في جامعة توبنجن بألمانيا، كما له دراسات ومقالات عن الفن الإسلامي في عُمان والمصاحف المزخرفة وعن قصر جبرين وعن الحضور العُماني في زنجبار...
لم أحظَ بلقاء جاوبه، ولكني صادفتُه كثيرًا من خلال مقالاته الرصينة وإسهاماته العلمية وعطاءاته المعرفية في كثير من المجلات العلمية المرموقة، فلقد لفتني بحثه وتمكّنه واستقصاؤه، وشاءت الأقدار أن يُلقي جِرانَه بعُمان، بعد ذلك الترحال والتطواف في بلدان شتى من الدنيا، وتكون أرض عُمان محطًّا لدراساته وشغفه البحثي.. فقد عاش في عُمان بعد تقاعده من جامعة توبنجن الألمانية، منذ سنة ٢٠٠٨ حتى ٢٠١١، وكان له اهتمام مبكّر قبل ذلك بعُمان، فاستفاد منه ثلّة من طلبة العلم هنا وحملة الدراسات العليا وصَحِبه لفيفٌ من الأكاديميين العُمانيين[2]، وعمل في مشاريع مختلفة لعدة مؤسسات علمية وأكاديمية في البلد[3]، ثم عاد بعدها ليقضي سنواته الأخيرة في برلين.
كان جاوبه أستاذًا جامعيًّا متخصصًا في الدراسات الإيرانية في سمنار الدراسات الشرقية بجامعة توبنجن الألمانية. بعد إكماله المدرسة في منطقة بِنْوَا Benua بمدينة هاله Halle الألمانية، تلقّى تدريبا مهنيا في علم البَصريات وصناعة الساعات، وأدار هناك بنجاح لعدة سنوات محلا للبصريات، ولم يُنهِ مسيرته المهنية هذه إلا ارتحاله إلى مدينة حلب في سوريا، كما غيرت شغفه بالبصريات رؤيته لقلعتها الشهباء فأغرم بها ودارت عليها أهم بحوثه ودراساته! وبدءا من عام 1965 تنقَّل جاوبه في مدن عالمية عدة في أثناء دراسته، فدرَس في هامبورج وفيينّا وسانت بطرس برج الروسية وبيروت ولندن، في حقل الدراسات الإسلامية والإيرانية والساميّة وتاريخ الفن وعلم الآثار والإلهيات (العهد القديم). وعمل بعد حصوله على الدكتوراه عام 1970 في هامبورج، والتحق حتى عام 1975 بالمعهد الاستشراقي للجمعية الشرقية الألمانية في بيروت كمحاضر في البداية ثم اشتغل بالمنح البحثية، وصدرت له في هذا الوقت دراساته الثلاث الأولى. وقد نال لقب الأستاذية عام 1976 من جامعة فرانكفورت. وقد سبق تعيينَه أستاذًا للدراسات الإيرانية في جامعة توبنجن عام 1978 عملُه أستاذًا زائرًا في جامعة نيويورك سنة 1977.
[1] Die Grenzen der Welt Arabica et Iranica ad honorem Heinz Gaube hrsg. von Lorenz Korn u. a. Wiesbaden: Reichert, 2008
[2] للدكتور عبد الرحمن السالمي مقال احتفائي بالبروفيسور جاوبه بعنوان: Recollections of the “Grey Wolf” Heinz Gaube and a Quarter of a Century of Oman Studies، يتحدث فيه بشيء من التفصيل عن إسهامات البروفيسور جاوبه في الدراسات العُمانية، نُشر سنة ٢٠٢٠ ضمن مجموعة من مقالات لبعض تلامذة البروفيسور وأصدقائه بعنوان: Ein Forscher zwischen den Kulturen, Festgabe für Heinz Gaube zum 80. Geburtstag ، بمناسبة مرور ثمانين عاما من حياته، ويُعدّ الدكتور السالمي من أبرز الباحثين العُمانيين الذين صحبوا البروفيسور جاوبه وأسهموا بالاشتراك معه في عدة دراسات مهمة تتعلق بعُمان.
[3] الجدير بالذكر هنا أيضا أن مكتب مستشار صاحب الجلالة للشؤون الثقافية (سابقا) قام باقتناء المكتبة الشخصية للبروفيسور جاوبه، وهي مجموعة خاصة تحتوي على كتب ووثائق وبحوث ودراسات مهمة، وذلك بالتنسيق مع جامعة توبنجن الألمانية.
درّس جاوبه عام 1981 برتبة أستاذ زائر "عمارة وبناء المدن الإسلامية، تاريخًا ونظريةً ونقدًا" في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في مدينة كامبريدج بالولايات المتحدة الأمريكية. وعيّن كذلك منذ 1982 أستاذًا في جامعة توبنجن، ولكن هذا التعيين حدث في وقت كانت فيه اضطرابات سياسية أدت إلى توقف البحوث الميدانية في إيران وأفغانستان، فوضع كل طاقته في إنجاز المشروع الضخم "أطلس توبنجن للشرق الأدنى والشرق الأوسط" الذي أشرفت عليه الجمعية الألمانية للبحث DFG، فساهم في الإشراف على المشروع وأخرج بالاشتراك مع مجموعة من الباحثين ١٥٦ مجلدا وسلسلة من الملاحق تحتوي على ١٣ خريطة و٥ دراسات. وأسّس مركز أبحاث المَسكوكات الإسلامية، إذ سعى حثيثا إلى جلب مجموعة خاصة ذات قيمة كبيرة من العملات والنقود الإسلامية عرضت للمزاد العالمي في الولايات المتحدة الأمريكية في نهاية الثمانينيات، إلى جامعة توبنجن وتأسيس مركز بحثي علمي لها. وأسس كذلك مركز بحوث التاريخ الاقتصادي والتجاري لشرق المتوسط والشرق الأوسط CEBHEM.كما أجرى جاوبه العديد من الأبحاث الميدانية، منها على سبيل المثال: إجراؤه بحثًا ميدانيًّا من 1968 إلى 1974 في جنوب غرب إيران، ولبنان، على العمارة الريفية، وفي حلب في سوريا في العصور القديمة المتأخرة، والإسلام المبكّر، والكتابة العربية (١٩٨٤)، وأجرى دراسات وخرائط لبَزار مدينة أصفهان الإيرانية (١٩٧٨). وأجرى بعد عام 1975 بحثًا في مدن إيرانية وفي منطقة سيستان ومكران، وبحثًا آخر في التخطيط الحضريًّ في مدينة هِرات الأفغانية Herat، وعمل على فَحْص نشأة وشكل المستوطنات الريفية في اليمن ومدينة الطائف في المملكة العربية السعودية (١٩٩٣). كما أجرى مسحًا أثريًّا جنوب عَمّان (الأردن)، وشارك بشكل فاعل في مشروع إعادة تصوّر يقوم على المشاهدة الحية لمراحل التطوّر التاريخي الذي وقع لمدينة حلب القديمة في سوريا، وليس إلى مجرد إقامة متحف لها، ولذلك قام بتأسيس جمعية "أصدقاء مدينة حلب القديمة" عام ١٩٩٠، ومقرّها مدينة شتوتجارت الألمانية، لتُستخدم أموالها في إجراءات الترميم للمشروع، وقد ساهم أيضا في العمل على إقامة معارض كمعرض Die Gaerten des Islam حدائق الإسلام ١٩٩٣، وِ Erben der Seidenstraße-Usbekistan ١٩٩٥، مستثمرا التعاون بين جامعة توبنجن ومتحف Linden في مدينة شتوتجارت، كما عمل مستشارًا لمشروع وضع تصوّرات لترميم مدينة حِمص القديمة، وأجرى بحوثا ودراسات حول بناء المقابر الإسلامية في باكستان، واشتغل بقضايا العمران والاستيطان للمدينتين الأوزبكيتين خَيوة وبُخارى، ومستوطنات الواحات في سلطنة عُمان، وعمل على تأسيس برامج للدبلوم والدراسات العليا وأرشيفا ومعارض وإقامة مؤتمرات وندوات في مجال العمران الإسلامي.
كان إذن مغرمًا ومشغوفًا بالبحث والتنقيب عن العمارة والإرث الحضاري الإسلامي، في القصور والقلاع والنقوش والمساجد وتجليات العمارة الإسلامية في مختلف مظاهرها. وله إسهامات كبيرة وتآليف عدة وسيرة حافلة بالبحث والكتابة، فكتبه تزيد على العشرين كتابًا، وله عدد وافر من البحوث المحكّمة التي نشرها في مجلات علمية لها مكانتها في الأوساط العلمية[1]، سأقتصر هنا على سرد دراساته المتعلقة بعُمان:
1- Illuminated Qurans from Oman. Hildesheim- Zuerich- New York 2016
2- Islamic Art in Oman. Muscat 2008، بالاشتراك مع د. عبد الرحمن السالمي وLorenz Korn، له ترجمة عربية، مسقط ٢٠١٤.
3- Oman A Maritime History. 2017، بالاشتراك مع د. عبد الرحمن السالمي وEric Stales
4- The “Jabrin Collection”: royal tableware service, Hildesheim; Zuerich; New York: Georg Olms Verlag, 2021
5- The Ibadis in the Region of the Indian Ocean. Section One: East Africa. Hildesheim-Zuerich- New York 2013.
6- The Ports of Oman. 2017، بالاشتراك مع د. عبد الرحمن السالمي وEric Staples
7- Transformationsprocesses in Oasissettlements in Oman. Muscat 2010، بالاشتراك مع Anett Ganler.
8- الفلسفة الأخلاقية[2]. مسقط ٢٠١٦، بالاشتراك مع محمد الشيخ.
إنّ مثل هذه السطور القليلة بطبيعة الحال لن تفي جاوبه حقّه ولن تردّ له فضله، فقد ترك لنا إرثا علميا زاخرا وعطاء ممتدًّا ثرًّا بحاجة ملحة إلى الاعتناء به والبناء عليه، ولكنها محاولة متواضعة لإظهار شيء من ذلك الإجلال والامتنان الذي نكنّه لهذه القامة العلمية الكبيرة، فلروح جاوبه السلام ولأسرته وأصدقائه وطلابه العزاء.
[1] أعدّ تلميذه الدكتور Serdar Aslanببليوغرافيا مفصّلة لإسهاماته العلمية، يمكن الاطّلاع عليها من خلال هذا الرابط: https://islam-akademie.de/index.php/bibliographie-terminologie/1006-heinz-gaube-1940-bibliographie?fbclid=IwAR0yJI1nb5XGIPyt74_ZQSu34UzUAHO_0wDme6ftCEWYM75OGkk-FWrya4w
[2]أصله مجموعة محاضرات للبروفسور بالإنجليزية، ترجمها إلى العربية محمد الشيخ.
*الشكر هنا لجميع من قدموا لي مصادر ومعلومات لإعداد هذه المادة، وأخص بالذكر منهم البروفيسور Lorenz Korn، والدكتور عبد الرحمن السالمي، والدكتور خالد البلوشي، والأستاذ Joachim Duester.
البروفيسور جاوْبَه ومعالي الشيخ عبد الله بن محمد السالمي على هامش مؤتمر "إباضية عُمان"، الذي عُقد بجامعة توبنجن الألمانية في مايو ٢٠١١[1]
[1] مصدر الصورة: https://uni-tuebingen.de/universitaet/aktuelles-und-publikationen/newsletter-uni-tuebingen-aktuell/2011/3/forschung/2/
زاهر الهنائي
محمود الرحبي
أكتوبر 25 2021
جريدة عمان
لا بد أن ثمة مؤلفات عمانية كتبت بغير اللغة العربية، ولكننا نلاحظ أنه حين يتم نقلها إلى العربية يواجه قارئها العماني بعض الأخطاء وخاصة في نقل مسميات المدن والقبائل، لذلك عادة ما يتم نقلها ولو بعد زمن إلى العربية مرة أخرى ولكن هذه المرة بواسطة مترجم عماني، تحت دافع تجنب وتقويم هذه الأخطاء.
قام أخيرا المترجم العماني زاهر الهنائي بترجمة الجزء الأول والأهم من كتاب "مذكرات أميرة عربية" تأليف سالمة بنت السيد سعيد، ويجب أن نذكر هنا بأن وزارة التراث القومي والثقافة في الثمانينات كان لديها وعي بأهمية هذا الكتاب حين أشرفت على ترجمته وكان مترجمه أول مرة حينذاك العراقي عبدالجليل القيسي وعن الإنجليزية وليس عن الألمانية، ولكنها ترجمة استأنسنا بها وقرأناها في وقتها بإعجاب.
ولكن الترجمات مع الوقت يمكن اكتشاف أنها تحتاج إلى إعادة. ليس فقط لأن الترجمة تشيخ كما قال أحد النقاد يوما، ولكن لأنها كذلك تحتاج إلى الدقة في ضبط أسماء الأعلام والأماكن. فبالإضافة إلى أكثر من ترجمة تعرضت لهذا العمل المهم، كان آخر هذه الترجمات هو ترجمة العراقية سالمة صالح، كتب مرة سليمان المعمري في الفيس بوك مبديا بعض الملاحظات المهمة على هذه الترجمة (رغم أهميتها وأهمية كاتبتها): أنا أتيح لي أن أقرأ الكتاب بترجمة سالمة صالح (الجمل ط٢ 2006). وقرأت نقد المترجمة العراقية للمترجم القيسي وهو صحيح. لكني آخذ على ترجمة سالمة صالح أمرين:
الأول أنها لم تسع للتأكد من نطق بعض الأسماء العمانية فنقلتها كما كتبتها الأميرة سالمة بالألمانية. مثلا أختها مثلى سمتها ترجمة صالح متلة. وشوانة سمتها شيوانة. وقبيلة الشقصي كتبتها الشاكسي. وقبيلة الحرث سمتها قبيلة "هورت".
والأمر الثاني هو عيب على دار الجمل أكثر مما هو على سالمة صالح. ألا وهو عدم وجود مدقق لغوي. كان النص مزعجا بكثرة أخطائه اللغوية والإملائية، لدرجة أنه مرت عبارة (يبدو لي بوجه عام أن الأوروبيون) دون أن يرف لها جفن المصحح اللغوي!
وهذه الأخطاء سبق وأن نبه لها المترجم الهنائي وذلك في مقدمة ترجمته للجزأين الثاني والثالث من هذه المذكرات. ولكن ها هو الآن يعيد ترجمة الجزء الأول ويصدره عن نفس الدار ( دار الجمل). هناك أهمية أن تترجم الأعمال العمانية التي أنجزت في الغرب وبلدان العالم بواسطة مترجمين عمانيين وذلك تحريا للدقة، ولا شك أن لدينا قائمة كبيرة من المترجمين العمانيين وهم يزدادون عاما بعد آخر، يمكن ذكر هنا -على سبيل المثال وليس الحصر- إنجازات أحمد المعيني في هذا السياق، الذي يمكن اعتباره – رغم شبابه- شيخ المترجمين العمانيين بسبب نشاطه المتوالي وتنوع ترجماته. كما أن ثمة مترجمين عمانيين يعيشون خارج عمان وربما في ذلك ثراء وتمكين لغوي ينتج من العيش في المحيط التفاعلي للغة الأصل. ولابد أن وجود حاضنة عمانية تجمع شتات هذه الترجمات وتعنى بالمترجم العماني ويقدم لها الدعم يجعل من هذا الشتات الموزع، استثمارا لخلق بؤرة حضارية لعمان نطل من خلالها ونسهم في رفد الوطن العربي وقراء العربية بالإنجازات المكتوبة في ربوع العالم. ويمكن في هذا السياق استحضار تجربة الكويت الرائدة والطويلة مع سلسة عالم المعرفة والمسرح العالمي وغيرها من مشاريع مهمة وعريقة يشرف عليها منذ عقود المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، وتجربة الإمارات مع مشروع كلمة، والتجربة المصرية الرائدة مع المركز القومي للترجمة بالقاهرة.
في عمان نحتاج إلى كيان شبيه، ولا داعي للتذكير بالبعد الحضاري لبلدنا الحبيب، وتنوع روافده المعرفية في أكثر من سياق، ناهيك إلى أن عددا كبيرا من المترجمين العمانيين أصبحوا الآن قبلة للعديد من دور النشر طلبا لترجماتهم ليس فقد بسبب دقتها، إنما يمكن أن نلاحظ كذلك أن ترجمات العمانيين جاءتنا من لغات غير وسيطة وخاصة اللغة الإنجليزية. يمكن إضافة كذلك مترجمين عن الإسبانية والروسية والألمانية وكذلك السواحلية لغة شرق أفريقيا، التي ساهم العمانيون - أسلاف سالمة بنت السيد سعيد- في رفد معجمها بكلمات عربية عديدة.
:مذكرات أميرة عربية في نسختها العربية الجديدة في ٤٣٢ صفحة
- تفرّدت بترجمة ونشر نصّ المذكرات الذي صدر في برلين سنة ١٨٨٦ كاملا؛ فجميع الترجمات العربية الثلاث السابقة دون استثناء لم تنشر نصّ المذكرات كاملا.- فيها تصحيحات للأخطاء الترجمية التي ظهرت في النسخ العربية للمذكرات.- تحتوي على وثائق وصور تنشر لأول مرة.- تحتوي على مقدمة مستفيضة عن كتاب مذكرات أميرة عربية وتاريخ طبعاته المختلفة.- تجمع بين النص الأول للمذكرات المطبوع والنص بعد التعديل والإضافات والتصحيحات، التي أجرتها السيدة سالمة بخط اليد في النسخة الشخصية المحفوظة في المعهد الهولندي للشرق الأدنى NINO. فقد عزمت السيدة سالمة على إكمال مذكراتها وتعديلها بعد نشرها في برلين ١٨٨٦، ولكن لم يكتب لها النشر؛ فبقيت محفوظة فيما بقي من أشيائها الشخصية التي تركتها بعد وفاتها ١٩٢٤. وبصدور هذه النسخة العربية للمذكرات يكون مشروع السيدة سالمة في إعادة نشر مذكراتها قد اكتمل وأصبحت المذكرات بأكملها متاحة للقارئ العربي لأول مرة. إذ تحتوي هذه النسخة على نص مذكراتها الأولى بالإضافة إلى جميع التعديلات والإضافات والتصحيحات التي أجرتها عليه، ويعد هذا النص هو القسم الأول من مذكراتها، أما النص الآخر من مذكراتها والذي يتناول حياتها في ألمانيا فهو كتاب رسائل إلى الوطن، الذي نشر مترجما إلى العربية عام ٢٠١٦، والقسم الأخير من مذكراتها، والذي هو عبارة عن نصين قصيرين، يتناول النص الأول انطباعات السيدة سالمة عن العادات والتقاليد السورية؛ حيث أقامت في القدس ويافا وبيروت ما يقرب من ٢٥ سنة، أما النص الثاني فيتناول رحلتها الثانية إلى زنجبار سنة ١٨٨٨ بعد وفاة أخيها السلطان برغش. وقد نُشر هذان النصان أيضا بالعربية سنة ٢٠١٧ بعنوان مذكرات أميرة عربية (تكملة المذكرات). وقامت بنشر جميع هذه النصوص، بأقسامها الثلاثة، منشورات الجمل.
شهد القرن التاسع عشر زيادة في الرحلات الاستكشافية الأوروبية إلى الشرق والوطن العربي، بغرض التمهيد لاستعماره ثم الهيمنة المطلقة عليه. وفي هذا السياق، أُلِّف عدد هائل من الرسائل والتقارير والدفاتر واليوميات، وكانت هناك، من طريق معاكسة، وبما يشبه سباحة ضد التيار، أميرة عُمانية من زنجبار، تشقّ، برفقة زوجها الألماني، رحلة إلى أوروبا لتقيم فيها، ولتنقل إلينا بالتالي، في مذكرات ثلاثية الأجزاء، تفاصيل دقيقة من الحياة في ذلك القرن.
A new Arabic translation of the memoirs of an Arabian princess 2021
زاهر الهنائي
https://www.facebook.com/227071053971571/photos/a.227080483970628/6379511328727482