ربما يسأل سائل عن لفظة (زواج) أبكسر الزاي هي أم بفتحها؟
الوجهان جائزان لغةً، كما جاء في المصباح المنير وتاج العروس، إذ يقول الفيومي(في حدود 770هـ) في مصباحه في مادة (زوج): "والزواج أيضا بالفتح يجعل اسما من (زَوَّج) مثل سلّم سلاما وكلّم كلاما ويجوز الكسر ذهابا إلى أنه من باب المفاعلة لأنه لا يكون إلا من اثنين وقول الفقهاء ( زوجتُه ) منها لا وجه له إلا على قول من يرى زيادتها في الواجب أو يجعل الأصل (زوجته) بها ثم أقيم حرف مقام حرف على مذهب من يرى ذلك وفي نسخة من التهذيب: (زوّجْتُ) المرأةَ الرجلَ ولا يقال: (زوّجْتها) منه" انتهى كلام صاحب المصباح، وجاء في تاج العروس للزَّبيدي (1205هـ): "ومما يستدرك عليه( أي على الفِيروزأبادي(817هـ) في القاموس المحيط): الزَّواج، بالفتح ، من التزويج: كالسلام من التسليم. والكسر فيه لغة، كالنكاح وزنا ومعنى، وحملوه على المفاعلة، أشار إليه الفيومي."انتهى كلام صاحب تاج العروس.
وقد يسأل سائل لماذا لم تعل الواو وتقلب ياء في زِواج على لغة الكسر فما قبلها مكسور وبعدها ألف والجواب عن هذا: لم تعل لأن الواو قد سلمت في الفعل الماضي ولم تعل. فالفعل الماضي هو (زاوَج) فالواو سليمة غير معلة ولذا لم تعل في (زِواج) ومثاله ( لِواذ) لم تعل واوه لأن ماضيه (لاوَذَ) يقول الله تعالى:" قد يعلم الله الذين يتسللون منكم لِواذا... " النور63 يقول المبرد(285هـ) في المُقتضَب: " ولو كان المصدر لـ " قاومت " لصح فقلت: قاومته قِواما، ولاوذته لِواذا. وكان اسما غير مصدر نحو: خِوان. " انتهى كلام المبرد.
ومما دعاني إلى ذكر هذا الأمر ما حدث في ندوة الفقه الإسلامي المنعقدة بجامعة السلطان قابوس (22-26 شعبان 1408هـ / 9-13 إبريل 1988م)، إذ قدم الأستاذ الدكتور إبراهيم بن أحمد الكندي بحثا بعنوان: مشكلات الزواج في العصر الحديث وعلاجها في الفقه الإسلامي. وابتدأه بقوله:"إن هذا البحث المتواضع الذي أقدمه عنوانه مشكلات الزِّواج في العصر الحديث وعلاجها في الفقه الإسلامي، وقلت: الزِّواج بالكسر، ولم أقل الزًّواج كما هو سائد، وهو خطأ شائع.لأن (الزِّواج) مصدر (زاوَج) ... ويقول ابن مالك:
1) لِفاعَلَ الفِعـالُ والمُفاعَلَـه وغير ما مر السماع عاد له (في ألفيته)
2) لفاعَلَ اجعلْ فِعالاً أو مفاعلةً وفعَّل اجعلْ له التفعيلَ حيثُ خلا (في لاميته) "
انتهى كلام الدكتور، ثم عقب على ذلك الشيخ المستشار حسن الحفناوي من الإمارات العربية المتحدة قائلا: "وألاحظ قبل أن أدخل في دقائق معدودة حسب وقتي، على كلمة زِواج – وزَواج، فبورك في الباحث الكريم: نَعَم زواج هي مصدر من زاوج والمصدر من فاعَلَ: مُفاعلَة أو فِعال. ولكن العرب كرهوا أن يجمعوا كسرة بواو، أو أن تتقدم الواو كسرة ولذلك جاء مصدر صام على صيام، كان من المفروض أن يكون صِوِاما، لأن الفعل صام يصوم وليس صام يصيم ولكن هنا تجتمع الكسرة بالواو فيثقل النطق فيهما، فأبدلوا الواو ياء فأصبحت صياما وهم في ذلك إما أن يبدلوا الواو ياء، وإما أن يبدلوا الكسرة فتحة، لتتجانس الواو مع ما قبلها من الحركة" انتهى كلام الشيخ المستشار.
وقد علمتَ أن زِواجا وزَواجا جائزان، فَتَزَّوجْ زِواجا أو زَواجا، واللهُ يُبارك!
الوجهان جائزان لغةً، كما جاء في المصباح المنير وتاج العروس، إذ يقول الفيومي(في حدود 770هـ) في مصباحه في مادة (زوج): "والزواج أيضا بالفتح يجعل اسما من (زَوَّج) مثل سلّم سلاما وكلّم كلاما ويجوز الكسر ذهابا إلى أنه من باب المفاعلة لأنه لا يكون إلا من اثنين وقول الفقهاء ( زوجتُه ) منها لا وجه له إلا على قول من يرى زيادتها في الواجب أو يجعل الأصل (زوجته) بها ثم أقيم حرف مقام حرف على مذهب من يرى ذلك وفي نسخة من التهذيب: (زوّجْتُ) المرأةَ الرجلَ ولا يقال: (زوّجْتها) منه" انتهى كلام صاحب المصباح، وجاء في تاج العروس للزَّبيدي (1205هـ): "ومما يستدرك عليه( أي على الفِيروزأبادي(817هـ) في القاموس المحيط): الزَّواج، بالفتح ، من التزويج: كالسلام من التسليم. والكسر فيه لغة، كالنكاح وزنا ومعنى، وحملوه على المفاعلة، أشار إليه الفيومي."انتهى كلام صاحب تاج العروس.
وقد يسأل سائل لماذا لم تعل الواو وتقلب ياء في زِواج على لغة الكسر فما قبلها مكسور وبعدها ألف والجواب عن هذا: لم تعل لأن الواو قد سلمت في الفعل الماضي ولم تعل. فالفعل الماضي هو (زاوَج) فالواو سليمة غير معلة ولذا لم تعل في (زِواج) ومثاله ( لِواذ) لم تعل واوه لأن ماضيه (لاوَذَ) يقول الله تعالى:" قد يعلم الله الذين يتسللون منكم لِواذا... " النور63 يقول المبرد(285هـ) في المُقتضَب: " ولو كان المصدر لـ " قاومت " لصح فقلت: قاومته قِواما، ولاوذته لِواذا. وكان اسما غير مصدر نحو: خِوان. " انتهى كلام المبرد.
ومما دعاني إلى ذكر هذا الأمر ما حدث في ندوة الفقه الإسلامي المنعقدة بجامعة السلطان قابوس (22-26 شعبان 1408هـ / 9-13 إبريل 1988م)، إذ قدم الأستاذ الدكتور إبراهيم بن أحمد الكندي بحثا بعنوان: مشكلات الزواج في العصر الحديث وعلاجها في الفقه الإسلامي. وابتدأه بقوله:"إن هذا البحث المتواضع الذي أقدمه عنوانه مشكلات الزِّواج في العصر الحديث وعلاجها في الفقه الإسلامي، وقلت: الزِّواج بالكسر، ولم أقل الزًّواج كما هو سائد، وهو خطأ شائع.لأن (الزِّواج) مصدر (زاوَج) ... ويقول ابن مالك:
1) لِفاعَلَ الفِعـالُ والمُفاعَلَـه وغير ما مر السماع عاد له (في ألفيته)
2) لفاعَلَ اجعلْ فِعالاً أو مفاعلةً وفعَّل اجعلْ له التفعيلَ حيثُ خلا (في لاميته) "
انتهى كلام الدكتور، ثم عقب على ذلك الشيخ المستشار حسن الحفناوي من الإمارات العربية المتحدة قائلا: "وألاحظ قبل أن أدخل في دقائق معدودة حسب وقتي، على كلمة زِواج – وزَواج، فبورك في الباحث الكريم: نَعَم زواج هي مصدر من زاوج والمصدر من فاعَلَ: مُفاعلَة أو فِعال. ولكن العرب كرهوا أن يجمعوا كسرة بواو، أو أن تتقدم الواو كسرة ولذلك جاء مصدر صام على صيام، كان من المفروض أن يكون صِوِاما، لأن الفعل صام يصوم وليس صام يصيم ولكن هنا تجتمع الكسرة بالواو فيثقل النطق فيهما، فأبدلوا الواو ياء فأصبحت صياما وهم في ذلك إما أن يبدلوا الواو ياء، وإما أن يبدلوا الكسرة فتحة، لتتجانس الواو مع ما قبلها من الحركة" انتهى كلام الشيخ المستشار.
وقد علمتَ أن زِواجا وزَواجا جائزان، فَتَزَّوجْ زِواجا أو زَواجا، واللهُ يُبارك!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق