مدونة زاهر الهنائي
أكاديمي بجامعة السلطان قابوس

الجمعة، 13 ديسمبر 2013

ترجمة قصيدتين لجوته

Wandrers Nachtlied und Ein gleiches

تعد هاتان القصيدتان من أشهر قصائد شاعر ألمانيا الكبير جوته، تتجلى فيهما فكرة الموت والبحث عن الراحة الأبدية، يعد النقاد القصيدتين قصيدة واحدة، وقد رتبهما جوته نفسه على هذا النحو فيما نشره،،
ومما يروى أن جوته زار آخر مرة جبل (كيكن هان)، قبل نصف سنة من موته، في السابع والعشرين من أغسطس 1831، في أثناء رحلته الأخيرة إلى مدينة إلميناو، وقد صحبه آنذاك ضابط الجبل "يوهان كريستيان مار"، الذي روى أن جوته أخبره أن زيارته الأخيرة إلى هذه المنطقة كانت قبل ثلاثين عاما.
يضيف "مار": صعد جوته الطابق العلوي من كوخ الصيد، حيث سكن بصحبة غلامه ثمانية أيام في إحدى زياراته السابقة، ليرى مرة أخرى تلك الأبيات القليلة التي نقشها على أحد جدران الكوخ.
 ويذكر "مار" أن جوته أراه نقش القصيدة التي كتبها يومئذ بقلم الرصاص على أحد الجدران، وقد أرّخ لها بالسابع من سبتمبر 1780.
 يواصل "مار" حديثه: "قرأ جوته هذه الأبيات القليلة ثم سالت دموعه على وجنتيه، وبكل تؤدة أخرج منديله ذا اللون الأبيض الثلجي من جيب معطفه البني الداكن، وأخذ يجفف الدموع وقال بنبرة هادئة حزينة:
نعم
 "انتظر، قريبا
ستهدأ أنت كذلك."
ثم صمت هنيهة، ونظر من خلال النافذة إلى غابات الصنوبر القاتمة، ثم التفت إلي وقال: الآن بإمكاننا الذهاب.  

"حُداءُ السّاري"
يا من هو في السماء،
يا من يُسَكِّن كل الألم والمعاناة،
املأ البائس الحزين بأضعاف السعادة،
آه، إني متعب من هذا الضجيج والصخب!
ما كل هذا الألم واللذة؟
أيها السلام الجميل،
تعال، آه تعال لتسكن صدري!
****
فوق كل قمم الجبال
هناك سكون،
فوق كل قمم الأشجار
بالكاد تُحس نَفَسا؛
الطيور في الغابة صامتة.
اِنْتَظِرْ, قريبًا
ستهدأ أنت كذلك.

Wandrers Nachtlied
Der du von dem Himmel bist,
Alles Leid und Schmerzen stillest,
Den, der doppelt elend ist,
Doppelt mit Erquickung füllest;
Ach, ich bin des Treibens müde!
Was soll all der Schmerz und Lust?
Süßer Friede,
Komm, ach komm in meine Brust!
Ein gleiches
Über allen Gipfeln
Ist Ruh,
In allen Wipfeln
Spürest du
Kaum einen Hauch;
Die Vögelein schweigen im Walde.
Warte nur, balde
Ruhest du auch.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق