هو مستشرق ألماني درّس في جامعة لايبتزيج. كانت أطروحته
في الدكتوراه عن اللغات الشرقية في جامعة لايبتزيج بإشراف ألبرت زوتسين عام 1893،
التحق هناك عام 1896 بالتدريس في اللغات الشرقية وكان تخصصه العملي: إيران في
العصور الوسطى وفقا للجغرافيين العرب. استمر محاضرا بجامعة لايبتزيج في اللغات
الشرقية حتى عام 1903، ومن عام 1903 حتى 1937 كان أستاذا مشاركا غير منتظم للغات
الشرقية في الجامعة نفسها.
وفي نوفمبر من عام 1933 وقع شفارتز على وثيقة اعتراف
الأساتذة في الجامعات والكليات بأدولف هتلر.
مختارات من أعماله:
-
حاضرة العباسيين سامراء، دراسات تاريخية جغرافية جديدة،
لايبتزيج 1909.
-
دراسات إسكوريالية في الأدب وعلوم اللغة العربية، شتوتجارت
1922.
-
إيران في العصور الوسطى وفقا للجغرافيين العرب، لايبتزيج
1896-1935. (أعاد طباعته دار أولمس بهيلدسهايم 1969)
-
ناشر لديوان عمر بن أبي ربيعة حسب المخطوطات في القاهرة
ولايدن، مع جمع لقصائد مروية ومقتطفات له، لايبتزيج 1901-1909. (أعيد طبعه
بهيلدسهايم 2004)
وله عدة مقالات في مجلة الجمعية الشرقية الألمانية منها:
-
أشعار الفرزدق في آل المهلب، المجلد 73، 1919.
-
القيمة التاريخية اللغوية لبعض الكلمات القديمة في
القرآن، المجلد 30، 1915-16.
-
الترتيب الهجائي للحروف العربية، المجلد 69، 1915.
-
مثل غريب، المجلد 70، 1916.
-
حلوى الفنيد ومشتاقاتها، مساهمة لغوية في تاريخ السكر،
74، 1920.
-
هُرْمُز، المجلد 68، 1914.
-
الحلم وتفسير الأحلام عند عبد الغني النابلسي، المجلد
67، 1913.
-
متى عاش مؤلف كتاب غريب القرآن؟، المجلد 69، 1915.
وهذه ترجمة لأحد مقالاته بعنوان: "مثل غريب"،
يناقش فيه المثل الذي أورده المقدسي في كتابه أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم:
مثل غريب
لباول شفارتز
تحدث الجغرافي المقدسي في معرض وصفه للجزيرة العربية عن
أهمية التجارة بين جنوب الجزيرة وشرق آسيا، حتى أصبح، كما يذكر، "بتجارات
الصين تضرب الأمثال". وقد أورد المؤلف مثلا من هذه الأمثال، جاء في الطبعة
على هذا النحو:
جاءوك تجرًا أو ملكًا
كيف يفهم هذا المثل؟ هل "تَجْرا" هي شبه جمع
هنا لـ"تاجر" وجاءت منصوبة على الحال؟ الغريب أن الكلمة المعطوفة على
"تجرا" مفردة "ملكا". وعلى هذا يكون المعنى: جاؤوك تُجّارًا
أو مَلِكًا. هل يكون المخاطب الصين نفسها، وضمير الواو يعود على المسلمين المتجهين
إلى شرق آسيا؟ أو تكون "ملكا" غير معطوفة على "تجرا" بل إلى ضمير
المخاطب المنصوب "ك"، أي جاؤوك وجاؤوا ملكا وهم تجار؟ وعلى هذا يكون
المخاطب رجلا غير معين، ويكون تفسير المثل: لا يردع الناس أي صعوبات في طريق
تجارتهم، فهم يصلون إلى أي أحد أو إلى أي ملك. ومع ذلك يبقى التفسير متكلفا.
هناك احتمال آخر لـ"تجرًا" على أنها مصدر،
وكذلك يمكن قراءة المعطوف على أنه مصدر "مَلْكًا": جاؤوك للتجارة أو
الاستيلاء.
يمكن فهم مناسبة ذلك أن أحد الملوك الصغار في الشرق قد
خير بين القبول بعلاقات تجارية أو سلب ملكه. تظل معرفة مناسبة هذا المثل شحيحة.
يبقى هناك اعتراضان: الاهتمام بمعنويات المغلوبين لم يكن طابعا عربيا. والأمر
الآخر صعوبة فهم اختيار المقدسي لهذا الكلام الموضوع نموذجا على الأمثال المضروبة
للتجارة مع الصين.
تشير الحاشية إلى أن رواية "تجرا" تستند إلى
مخطوطة واحدة فقط، مخطوطة برلين تقدم "ىحرا"، ونظرا لتعلق الأمر
بالتجارة من جنوب الجزيرة العربية إلى الصين فعلى الأرجح يكون ضبط اللفظ
"بَحْرًا".
ومن هنا يلزم إجراء تعديل يسير في العبارة: الكاف
"ك" قد تكون ناشئة عن راء "ر"، "جاءوك" محرفة عن
"جاور"، وأضيفت الهمزة نتيجة هذا التصحيف حتى تقرأ الكلمة صحيحة
"جاءوك" بدل "جاوك". وهناك احتمال آخر في تشكل الهمزة بعد
تصحيف "جاوِرْ" وهو أنها قد تكون نشأت من كسرة الواو وسكون الراء فظُن
أنها همزة فقدمتا على الواو والراء وربطتا في الرسم.
وبهذا يكون المثل:
جَاوِرْ بَحْرًا أَوْ مَلِكًا
وهذا مثل معروف يضرب لمن يريد الوصول سريعا إلى سعة في
الثراء. مثل هذا التعبير هو مناسب على الأرجح لضرب المثل على نجاح التجارة مع الصين.
تغير الأمر بعض الشيء منذ زمن المقدسي؛ فلم تعد هناك صفقة مغرية عبر رحلة تجارية
محملة بكمية من البخور من جنوب الجزيرة إلى شرق آسيا للظفر بكمية معادلة لها من
الكافور. ولكن لا تزال هناك علاقة وثيقة بين حرية الوصول إلى البحر وازدهار الفرد
والمجتمع.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق