نشر في ملحق شرفات بجريدة عمان، 16.02.2016
زاهر الهنائي –
لم يقتصر حضور الأميرة العربية سالمة بنت سعيد في كتاباتها التي تمثّلت
في مذكراتها ورسائلها، بل كانت هناك أعمال روائية تجسدت فيها الأميرة
وأبناؤها رمزا لعلاقة الشرق والغرب، بدءا من الرواية الألمانية إرنست فون
سالمون «الكاديتِن، طلاب المدرسة العسكرية» 1957، ومرورا برواية ماري إم
كاي رياح التجارة سنة 1963، التي ترجمت إلى الألمانية سنة 1982 بعنوان
جزيرة في العاصفة، ومرورا أيضا برواية هانس كريستوف بوخ «زنجبار بلوز»
2008، ورواية الكاتبة الألمانية نيكولا تسي فوسلر «نجوم على زنجبار» 2010،
وآخرها رواية المؤلف السويسري لوكاس هارتمان «وداع زنجبار» 2013.
رواية «وداع زنجبار، Abschied von Sansibar» للوكاس هارتمان باللغة
الألمانية (2013) تناقش إشكالية الاندماج في المجتمع الغربي متخذة من
الشخصية التاريخية للأميرة سالمة وأولادها الثلاثة سعيد وأنطوني وروزالي
أنموذجا لذلك، يحاول هارتمان توظيف الأحداث التاريخية التي مرت بها سالمة
وأولادها في تعميق فكرة فشل الاندماج، مركزا على ابنها سعيد رويته الذي
يمثل بطل الرواية، حيث تبدأ الرواية بمشهد سعيد الذي أصبح على مشارف نهاية
العقد السابع من حياته، بالتحديد سنة 1946. ويبدأ في رحلة الذكريات وهو على
كرسيه في غرفته يسترجع الماضي، ماضي أمه وعودتهم الأولى إلى زنجبار سنة
1885، يسترجع تلك الذكريات بتفاصيلها وهو في طريق الرحلة إلى زنجبار
وتوقفهم في عدن، المكان الذي كانت أمه تحاول إخفاء ذكرياتها الأولى فيه قبل
عشرين عاما عندما أقامت شهورا تنتظر زوجها. يسترجع فشل الرحلة عن تحقيق
أهدافها في استرجاع أموال أمه في زنجبار. يستثمر لوكاس هارتمان رسالة سالمة
(سنة 1883) إلى أخيها برغش التي تظهر فيها سالمة شغفها بالصلح مع أخيها
برغش ومحاولة استرضائه، فيقتطع جزءا من الرسالة في بداية كل فصل من فصول
الرواية السبعة عشر.
محاولا إظهار شوق سالمة إلى وطنها وألمها ومعاناتها في الغربة. يعزّز
هارتمان ثيمة الفقد هذه وعدم القدرة على الاندماج للأسرة بذلك التشظي
والتفرق الذي حصل للأسرة نتيجة الحرب العالمية الأولى والثانية، من خلال
رسالة روزالي إلى أخيها سعيد بعد فترة طويلة من الافتراق وعدم رؤيتهم لبعض
منذ آخر لقاء جمعهم في مقبرة العائلة بهامبورج حينما قرروا بعد أسبوعين من
وفاة أمهم نقل رفاتها إلى مقبرة العائلة بهامبورج ليدفن بقرب زوجها، بعدها
لم يحصل بينهم لقاء حتى وفاتهم. يحاول هارتمان أيضا تعميق هذا الإشكال في
قضية زواج سعيد من امرأة يهودية، كانت من عائلة ثرية، وموقف أمه وأختيه
الرافض. كما يظهر ذلك في الخلاف بين سعيد وزوج أخته الكبرى أنطوني وعدم
التوافق بينهما. يستمر الكاتب في تعميق فكرة التشظي وإحساس الأبناء بعدم
الانتماء في مشكلة أنطوني مع زوجها ذي الميول الاستعمارية وعدم التوافق
بينهما مما يؤدي إلى انفصالهما لاحقا. وكذلك في عدم استقرار سعيد في عمله،
منتقلا من ملحق عسكري في القنصلية الألمانية في بيروت ثم مفوض عام للسكك
الحديدية في مصر ثم مدير للبنك الألماني الشرقي في القاهرة، وأخيرا أصبح
حرّا وكرس نفسه في مجال العلاقات الدولية، ولا سيما العلاقة بين اليهود
والعرب، واشتغل بأفكار تيودور هرتزل، الذي كان يطالب بوطن لليهود في
فلسطين.. ويشعر بعد ذلك محبطا أنه لم يحقق ما كان يصبو إليه. يحاول أيضا
المؤلف توسيع ثيمة الألم والمعاناة من خلال حادثة موت أنطوني في نهاية
الحرب العالمية الثانية، حيث توفيت في شقتها بباد أولدسلو بهامبورج نتيجة
قصف الطيران الحربي البريطاني سنة 1945. يحاول هارتمان أن يملأ بعض
الفراغات حول تفاصيل حياة أنطوني الغامضة في كثير من جوانبها بإحداث فكرة
العثور على مخطوطة في شقتها التي توفيت فيها، تتحدث هذه المخطوطة عن حياتها
، التي لم تعد بعض الأوراق منها صالحة للقراءة وبعضها ساقط. وكذلك من خلال
رسالة الابنة الصغرى روزالي إلى أخيها سعيد، التي لم تكن واثقة من وصول
الرسالة إليه، فهي لا تعرف الآن عنوان إقامته ولا تعرف إن كان على قيد
الحياة أيضا، يحاول المؤلف من خلالها استظهار شخصية روزالي التي تكاد تكون
مغيبة في الوثائق ولا نعرف إلا القليل عن تفاصيل حياتها، تظهر هذه الرسالة
شخصية روزالي وقربها من أمها حيث ظلت معها كثيرا في يافا وبيروت ورافقتها
في سنوات حياتها الأخيرة عندما عادت سالمة من بيروت سنة 1914 قبيل الحرب
العالمية الأولى لتستقر في ألمانيا إلى وفاتها في منزل ابنتها روزالي في
مدينة فيينا سنة 1924. كما يحاول لوكاس هارتمان إظهار شخصية روزالي من خلال
دورها في صياغة مذكرات أمها التي نشرتها في عام 1886، وحظيت بسببها بسمعة
جيدة في الوسط الأوروبي، وترجمت إلى عدة لغات، ونالت إعجاب كثير من الكتاب
والمهتمين، ومن بينهم الكاتب الإنجليزي الإيرلندي الشهير أوسكار وايلد
(1854-1900). حيث تكشف روزالي هذا السر، الذي وعدت أمها بعدم الكشف عنه،
لأخيها سعيد بعد مدة طويلة من ظهور المذكرات وانتشارها، في معرض دفاعها عن
نفسها بأنه كان يُنظر إليها أنها قليلة الحيلة وليس لديها من الإمكانيات
مثل أخيها سعيد الذي كان له عدة مؤلفات وكذلك أختها أنطوني التي نشرت
كتابها عن المأكولات الاستوائية 1907، وكتبت مقالات أثناء وجودها في جزر
المارشال في جاليوت نشرتها في مجلة المستعمرات الألمانية سنة 1902 بعنوان
«Südsee Bilder».
تنتهي الرواية بمشهد موت سعيد على كرسيه في غرفته بفندق شفايتسرهوف بمدينة
لوتسرن السويسرية سنة 1946 نتيجة أزمة قلبية، وحوار سعيد مع أمه الميتة
التي حضرت قبل وفاته ليحاول عبثا سؤالها عن حقيقتها ومن تكون، حيث أخذ
إحساسه بالضياع وعدم الانتماء يزيد مع مرور الأيام وحاول جاهدا أن يتعرف
على حقيقة أمه ومن تكون وهو في الرمق الأخير من حياته، ولكن شبح أمه ولّى
دون إجابة وأغمض هو عينيه للأبد..
تقدم رواية «وداع زنجبار» قراءة واعية لتفاصيل حياة أسرة سالمة وتحاول
إكمال ثغرات فيها لم تسعفنا بها الوثائق، مستندة إلى أحداث تاريخية وشخصيات
حقيقية واقعية استمدها المؤلف من قراءته واطلاعه على أعمال تاريخية وأدبية
مهمة عن سالمة وأبنائها، وزيارات ميدانية قام بها للاطلاع عن قرب على
تفاصيل حياة هذه الأسرة الشرقية الغربية. وكان للملحق الذي وضعه في نهاية
روايته أهمية كبيرة للمهتمين بتفاصيل أسرة الأميرة سالمة. ويتضمن سردا
تاريخيا مهما بالوقائع والشخصيات، وقائمة بالمراجع والمصادر التاريخية
والأدبية التي تتعلق بشخصية الأميرة وأبنائها. قمت هنا بترجمة هذا السرد
التاريخي نظرا لأهميته في الكشف عن جانب مهم من سيرة سالمة وأبنائها
وأحفادها الذي ظلّ لسنوات طويلة مجهولا.
تاريخ وأحداث مهمة في حياة السيدة سالمة بنت سعيد وأبنائها:
-10.03.1839: ولادة رودولف هاينريك رويته (زوج سالمة) في هامبورج، وهو
ابن الدكتور أدولف هرمان رويته من زوجته الأولى فرانتسيسكا روزالي
(بالولادة. فويلش).
-30.08.1844: ولادة سالمة بنت سعيد، ابنة السيد سعيد بن سلطان، سلطان
عمان وزنجبار، وأمها جارية شركسية اسمها جلفيدان، في بيت المتوني.
-1855: التحاق هاينريك رويته كمتدرب في شركة هانزينج (Hansing & Co) ثم أصبح وكيلا لها في عدن.
-1856: وفاة أبيها السلطان سعيد، وتولي أخيها غير الشقيق ماجد الحكم،
قامت بإدارة مزارعها الكثيرة التي ورثتها، وكانت لا تزال صغيرة. وزُجّ بها
في مؤامرة أخيها غير الشقيق برغش للإطاحة بماجد. ولكن المحاولة فشلت.
-1866: انتقال هاينريك إلى زنجبار، وتعرفه على الأميرة سالمة في ظروف غامضة، ووقوعه في حبها.
-24.08.1866: سالمة حامل في الشهر الرابع، تهرب إلى عدن على السفينة الحربية البريطانية «Highflyer»، وتنتظر زوجها في عدن أشهرا.
-07.12.1866: ولادة الابن الأول «هاينريك»، الذي توفي لاحقا في طريق الرحلة إلى هامبورج.
-30.05.1867: وصول هاينريك رويته إلى عدن. وفي اليوم نفسه تحوّلت سالمة
إلى المسيحية واتّخذت اسم إميلي وتزوجت هاينريك رويته. وانطلقت رحلتهما إلى
هامبورج.
-24.03.1868: ولادة الابنة الكبرى أنطوني توقا في هامبورج.
-13.04.1869: ولادة الابن رودولف سعيد.
-16.0401870: ولادة الابنة روزالي جاتسا.
-06.08.1870: وفاة هاينريك رويته نتيجة حادث مؤلم. وضعت السلطات في هامبورج إميلي تحت الوصاية.
-07.10.1870: وفاة السلطان ماجد في زنجبار، وتولي برغش الحكم، الذي رفض مطالبات سالمة في ما ورثته عن أبيها وأمها.
-1870/71: الحرب بين ألمانيا وفرنسا، وانتهائها باستسلام فرنسا،
وتأسيس الإمبراطورية الألمانية في شبيجل زال فون فرزاليس في 19 من يناير
1871، وتتويج فلهلم الأول (الذي كان ملكا بروسيا) قيصرا على الإمبراطورية.
وأصبح أوتو بسمارك مستشارا للإمبراطورية.
-1872: انتقال إميلي رويته مع أولاده الثلاثة إلى دريسدن.
-1875: تسافر إميلي إلى لندن، حيث كان برغش في زيارة رسمية. أُحبِطت
غايتها في التصالح مع برغش من قبل البريطانيين. فرجعت محبطة إلى ألمانيا.
-1877: انتقال الأسرة إلى رودولشتات نتيجة التردي الكبير للوضع المالي.
وتحاول إميلي كسب المال عن طريق تدريس العربية. وتحصل على دعم من قبل أهل
الخير من النبلاء.
-1879: الانتقال إلى برلين.
-1880- تقريبا 1900: تنافس القوى الأوروبية في الحركة الاستعمارية في
أفريقيا، وسعي الإمبراطورية الألمانية الحديثة إلى فرض مكان لها في الجنوب
الغربي من أفريقيا وشرقها، لمنافسة بريطانيا العظمى في النفوذ الكبير
وعوائد التجارة في زنجبار.
-1882: التحاق سعيد بمدرسة بنسبرج العسكرية في كولونيا.
-1885: إميلي تسافر برفقة أولادها الثلاثة إلى زنجبار، تحت حماية
الأسطول الألماني. يحاول بسمارك استغلال إميلي، وخصوصا سعيد، كأداة ضغط،
لدفع برغش إلى التوقيع على اتفاقية، تؤمّن لألمانيا السيادة على المناطق
الساحلية لشرق أفريقيا. يرضخ السلطان برغش للمطالب الألمانية بسبب الزوارق
البحرية. ولكنه يرفض استقبال إميلي والتصالح معها. اتضح لإميلي أنها
استعملت كأداة في اللعبة السياسية. كما أن الخطة لجعل سعيد سلطانا كانت غير
قابلة للتنفيذ.
-1886: نشر مذكرات أميرة عريبة عن دار فريدريك لوكهارت ببرلين وانتشارها في أوروبا. تم ترجمتها إلى عدة لغات.
-1888: سعت سالمة بعد وفاة برغش إلى المصالحة مع السلطان خليفة، فسافرت
للمرة الثانية إلى زنجبار، وكانت برفقتها هذه المرة ابنتها روزالي فقط.
ولكن جميع محاولاتها لكسب رضا السلطان باءت بالفشل. كما شعرت بالإهانة من
خذلان الحكومة الألمانية لها، فقررت عدم الرجوع إلى ألمانيا واستقرت مع
ابنتيها في الشرق الأوسط، بداية في يافا والقدس ثم في بيروت.
-1888-1890: وفاة القيصر فيلهلم الأول 1888، ووفاة خليفته أيضا فريدريك
الثالث بعد 99 يوما متأثرا بالسرطان. يصبح ابنه فيلهلم الثاني قيصرا وهو
ابن 29 عاما. كان فيلهلم الثاني من البداية ضد سياسات بسمارك التوسعية.
وفي مارس 1890 طلب القيصر من بسمارك الاستقالة من منصبه.
-01.07.1890: توقيع معاهدة هيجولاند-زنجبار بين الإمبراطورية الألمانية
والمملكة المتحدة لبريطانيا وإيرلندا. اعترفت ألمانيا بالحماية البريطانية
على زنجبار وبيمبا. وتنازلت بريطانيا العظمى مقابل ذلك عن جزيرة هجولاند
لألمانيا. وبذلك أصبح واضحا لإميلي أن قضيتها لا يمكن أن تلقى دعما من
الجانب الألماني.
-1893: سعيد يصبح ملازما في حامية تورجاو، ويأمل في مساعدة أمه في
المطالبة بإرثها في زنجبار عن طريق وساطة بسمارك رغم كل المعوقات. ويرغب في
الوقت نفسه أن يُنقَل إلى القنصلية الألمانية في بيروت. يتمكن من مقابلة
المستشار السابق.
-1894: سعيد في بيروت كملحق عسكري تحت إمرة القنصل شرويدر. يعيش سنة مع أمه وأختيه.
1898- 1900: سعيد يودع الخدمة العسكرية بعد عشر سنين كملازم أول. ويصبح فجأة مفتشا عاما للسكك الحديدية في مصر.
-30.04.1898: زواج أنطوني في بيروت من المسؤول الاستعماري أويجن براندايس
(1846-1930)، حاكم جزر المارشال. سافرا إلى جنوب المحيط الهادي.
-06.09.1900: ولادة ابنة أنطوني ماري مارجريتا، وتدعى جريتشن، في جالويت.
-16.09.1901: سعيد يتزوج ماريا تيريزا ماتياس (1872-1947) في برلين، وهي
تنتمي إلى عائلة يهودية ثريّة. وعَمُّها لودفيك موند (1839-1909) هو مؤسس
مصنع الصودا الرائج، وصنع له اسما كأحد الداعمين والراعين للفنّ.
-22.05.1902: ولادة ابن سعيد فرنر هاينريك ماتيسن في برلين.
-09.12.1902: زواج روزالي في برلين من ضابط المدفعية مارتن ترويمر من مدينة يينا (1862-1940)، الذي أصبح بعد ذلك لواء.
-06.10.1903: ولادة ابنة روزالي إميلي في برلين.
-10.08.1904: ولادة ابنة أنطوني جولي يوحنا في جالويت.
-18.09.1904: ولادة ابنة روزالي برتا في برلين.
-1905: أنطوني وزوجها يعودان من جنوب المحيط الهادي. يكون لها نشاط بارز في
جمعية الاستعمار الألماني النسائية وتعد من مؤسسات مدرسة المرأة
الاستعمارية في ريندسبورج.
تنشر سنة 1907 كتابا عن المأكولات الاستوائية، للترويج للغذاء الصحي للحياة في المستعمرات الألمانية.
-1906-1910: سعيد يحصل على موافقة من مجلس الشيوخ بهامبورج، لتسمية نفسه
برودولف سعيد رويته، ويصبح مديرا للبنك الشرقي الألماني في القاهرة لأربع
سنوات. وبعد استقالته عاش متنقلا بين لندن ومدينة لوتسيرن السويسرية يعمل
في الأعمال الحرة والخيرية، وكرس نفسه أكثر في العلاقات الدولية، ويرغب في
أن يكون وسيطا في الشرق الأوسط بين اليهود والعرب، واشتغل بأفكار تيودور
هرتزل، الذي كان يطالب بوطن لليهود في فلسطين.
-08.05.1910: ولادة ابنة سعيد أولجا سالمة ماتيلد في لندن.
-ربيع 1914: إميلي تعود من بيروت وتقيم مع ابنتها روزالي في برومبرج،
مقاطعة بوزين (حاليا بيدجوشتش في بولندا). ولم ترجع بعدها إلى الشرق
الأوسط.
-27.06.1914: مقتل وريث العرش النمساوي فرانس فرديناد في سراييفو. كان
الحادث سببا في اندلاع الحرب العالمية الأولى، التي راح ضحيتها أكثر من
تسعة ملايين وانتهت بسقوط الإمبراطورية القيصرية الألمانية، كما خسرت
ألمانيا مستعمراتها، واختفت من الخريطة الإمبراطورية العثمانية التي كانت
بيروت جزءا منها.
-1914-1918: في أثناء الحرب أخذ رودولف سعيد رويته ينشر رسائل خطابية في
جريدة زيورخ الجديدة، مطالبا بنهاية سلمية بين «الدول المتقدمة»، خصوصا
بين ألمانيا وإنجلترا. جلب له ذلك في الأوساط القومية الألمانية شهرة كممثل
للبلاد. ولكنه كألماني مقيم في لندن كان غير مرحب به، ولذلك أقام أثناء
سنوات الحرب مع أسرته في مدينة لوتسيرن بسويسرا.
-1920: أنطوني تنفصل عن زوجها، الذي سيعيش بعد ذلك عشر سنوات في زكينجين إلى وفاته.
-29.02.1924: وفاة إميلي رويته في مدينة يينا في منزل ترويمر نتيجة إصابتها
بالتهاب رئوي مزدوج. دفنت جرة رفاتها في مقبرة العائلة بأولسدورف في
هامبورج.
-12.10.1929: زواج ابنة روزالي إميلي ترويمر في برلين من الحقوقي إريك
شفينجه (1903-1994)، الذي كان له دور كبير لاحقا في صياغة القانون الجنائي
العسكري فيما يعرف بالإمبراطورية الثالثة (الإمبراطورية الألمانية
1933-1945) وحكم بالإعدام على الهاربين من الخدمة العسكرية.
-30.01.1933: يصبح هتلر مستشارا للإمبراطورية الألمانية. ويبدأ النازيّون بملاحقة ممنهجة لغير الآريين وخصوصا اليهود.
-1934: يصبح رودولف سعيد رويته بريطاني الجنسية، وتسقط عنه الجنسية الألمانية.
-01.09.1939: اندلاع الحرب العالمية الثانية. قوات هتلر تهاجم بولندا،
وتعلن فرنسا وبريطانيا الحرب على ألمانيا. تُحقق القوات الألمانية في
الأشهر الأولى تقدما مذهلا يؤدي إلى استسلام فرنسا.
-1939-1945: في أثناء الحرب عاشت أسرة سعيد رويته بشكل رئيسي في لندن. حاول سعيدوزوجته تيريزا مساعدة المهاجرين الألمان.
-24.04.1945: وفاة أنطوني نتيجة قصف الطيران البريطاني لشقتها في باد أولديسلو بهامبورج.
-31.03.1946: وفاة سعيد رويته في فندق شفايتسرهوف بمدينة لوتسرن بسويسرا.