مدونة زاهر الهنائي
أكاديمي بجامعة السلطان قابوس

الأحد، 19 يناير 2014

"رسائل إلى الوطن" الكتاب المغيب للسيدة سالمة

أميرة عربية بين عالمين
السيدة سالمة بنت سعيد أميرة عمان وزنجبار
الأنشطة الكتابية
"رسائل إلى الوطن" الكتاب المغيب للسيدة سالمة

شرعت في الحديث السابق عن الأنشطة الكتابية للسيدة سالمة، وأوضحت أن للسيدة سالمة تركة أدبية بجانب المذكرات التي بين أيدينا تحتوي على ثلاثة أجزاء: رسائل إلى الوطن وتكملة للمذكرات وعادات وتقاليد سورية.
سأسلط الضوء على كتابها الآخر "رسائل إلى الوطن" الذي هو في الحقيقة تكملة لمذكراتها، وتحكي فيه السيدة سالمة تفاصيل من حياتها في عالمها الآخر، ذلك العالم الذي كانت تأمل منه الخلاص والحرية، تبدأ فيه بذكر رحلتها إلى ألمانيا من عدن عبر البحر الأحمر إلى بحر الشمال وصولا إلى مدينة هامبورج بألمانيا، هذه التفاصيل كان يتوق إلى معرفتها كثير من المهتمين والمتابعين لشأن الأميرة العربية، وربما وصل بهم اليأس إلى حد لم يأملوا به كشف الحجب وسبر الأغوار من عالمها في الشمال فأقنعهم اليأس بعالمها في الجنوب من خلال مذكراتها.

قام بنشر هذا الكنز الدفين بلغته الأصلية السفير الألماني السابق لتنزانيا هاينز شنيبن Heinz Schneppen عن دار Philo  ببرلين عام 1999،

http://staatsbibliothek-berlin.de/recherche/fachgebiete/germanistik/emily-ruete/nacherzaehlungen/

 وهنا تجدر الإشارة إلى أن الكتاب قد خرج مترجما إلى اللغة الإنجليزية قبل ذلك وتحديدا عام 1993، وقد قام بإخراجه الباحث الهولندي E. Van Donzel عن دار E.J.Brill بعنوان "أميرة عربية بين عالمين، المذكرات، رسائل إلى الوطن، تكملة للمذكرات، عادات وتقاليد سورية،  An Arabian Princess Between Two Worlds: Memoirs, Letters Home, Sequels to the Memoirs : Syrian Customs and Usages"، أشار إلى هذا الكتاب أيضا الدكتور خليل الشيخ في المقال الذي نشره في مجلة نزوى: "قراءة في مذكرات أميرة عربية"، ولكن الشيء الغريب أنه لم يلفت القارئ إلى إرث السيدة سالمة مع وضوحه من عنوان الكتاب، واكتفى بقوله: "... وقد أعاد الباحث الهولندي E. Van Donzel نشر المذكرات مع دراسة مستفيضة له عن صاحبتها بعنوان...".

الكتاب في أصله جزء مما يعرف بالتركة الأدبية للسيدة سالمة Emily Ruetes literarischer Nachlass، التي تضم النصوص الثلاثة: رسائل إلى الوطن (الذي تروي فيه حياتها منذ وصولها إلى ألمانيا حتى انتقالها إلى برلين في أواخر العقد 1870)، ونصين آخرين قصيرين هما "تكملة لمذكراتي"(الذي تحكي فيه إخفاق رحلتيها إلى زنجبار)، و"عادات وتقاليد سورية"، وحسب ناشر الكتاب: تمت طباعة النص الأصلي للرسائل بالآلة الكاتبة منتصف العقد 1920، وتتضمن نسخة مكتبة الدولة ببرلين ملحوظة كتابية بخط ابنها سعيد روته، لندن، 7/9/1929: "لا يسمح بنشر هذه التركة جزئيا أو كليا قبل 1 يناير 1940، ولا يمكن إتاحتها للجمهور قبل هذا التاريخ."

http://staatsbibliothek-berlin.de/recherche/fachgebiete/germanistik/emily-ruete/nacherzaehlungen/

 قام السفير هاينز بالاقتصار فيما نشره على النص الأول "رسائل إلى الوطن"، وأشفعه بمقدمة وخاتمة ضافية أوضح فيهما سياق النشأة التاريخي للنص، وقدم أيضا رؤية جديدة تتمحور حول علاقة المذكرات بالرسائل وأنهما كتاب واحد يهدف إلى المقارنة بين الشرق والغرب، كما تعرض أيضا للغز تأخر إخراج الكتاب الذي لم يظهر حتى سنة 1993، سأتناول تفاصيل ذلك في الحديث القادم.


يتبع،،

الأحد، 12 يناير 2014

الأنشطة الكتابية للسيدة سالمة بنت سعيد، أميرة عمان وزنجبار، الجزء الأول

أميرة عربية بين عالمين
السيدة سالمة بنت سعيد، أميرة عمان وزنجبار (1844-1924)
الأنشطة الكتابية للسيدة سالمة
الجزء الأول
سأعرج الآن على الأنشطة الكتابية للسيدة سالمة وما نشر عنها وكتب بشكل عام، وستكون هناك استطرادات حين يلزم الأمر للحديث أكثر عن بعض التفاصيل المتعلقة بالكتاب أو المنشور.
3- الأنشطة الكتابية:
1-      "مذكرات أميرة عربية، Memoiren einer arabischen Prinzessin"، الذي حظي بمتابعة واسعة من الغرب والشرق، وقد احتفي به في ألمانيا، ومما يدل على ذلك أن الكتاب صدر أول مرة عام 1886 في برلين عن دار H. Rosenberg (لاحقا عن دار Friedrich Luckhardt)، وأعيدت طباعته في العام نفسه 1886 أربع مرات، وقد ترجم بطبعات مختلفة إلى عدة لغات حية منها العربية والإنجليزية والفرنسية والإسبانية، تحتفظ مكتبة برلين الحكومية بنسخ من الطبعات الأولى للمذكرات وتحديدا الطبعة الرابعة (1866) في مجلدين: (http://digital.staatsbibliothek-berlin.de/dms/werkansicht/?PPN=PPN655942750&PHYSID=PHYS_0005)، هذه المذكرات تمثل حياة السيدة سالمة منذ طفولتها إلى ما قبل هربها أي من 1844 إلى تقريبا 1866.
 لن أسهب كثيرا في الحديث عن هذا الكتاب نظرا لشيوعه وانتشاره، حتى ظن كثيرون أنه الكتاب الوحيد لها، ومما زاد هذا الظن ترجمة سالمة صالح للمذكرات من اللغة التي كتبت بها (2002، دار الجمل)؛ إذ لم تشر إلى كتابات السيدة سالمة الأخرى على الرغم من ظهور الكتاب الثاني "رسائل إلى الوطن، Briefe nach der Heimat، 1999".
2-      حياة في قصر السلطان، مذكرات من القرن التاسع عشر (Leben im Sultapalast):
هذا الكتاب هو نفس المذكرات إلا أنه نشر لأول مرة عام 1889 من قبل Annegret Nippa عن دار Athenäum بعنوان "حياة في قصر السلطان"، مع بعض التعديلات على النص الأصلي كتغيير العنوان وكتابته بالطريقة الألمانية الحديثة وحذف طفيف لبعض المقاطع وبغير مقدمة المؤلفة، وقد طبع الكتاب غير طبعة.

3-      التركة الأدبية للسيدة سالمة (Emily Ruetes ilterarischer Nachlass):
يظن كثير منا كما ذكرت أن التركة الأدبية للسيدة سالمة تنحصر في مذكراتها التي بين أيدينا، والحقيقة ليست كذلك، فللسيدة سالمة إرث أدبي بجانب المذكرات لم تنشره في حياتها، وجد في تركتها بعد موتها، يحتوي هذا الإرث الأدبي على ثلاثة نصوص هي: "رسائل إلى الوطن، Briefe nach der Heimat"، ونصان آخران قصيران هما "تكملة لمذكراتي،Nachtrag zu meinem Memoiren"، و"عادات وتقاليد سورية، Syrische Sitten und Gebräuche".  
الكتاب الآخر للسيدة سالمة الذي نشر بهذا العنوان "رسائل إلى الوطن"، لا يقل أهمية عن المذكرات؛ فهو يتناول البعد الغائب من العالم الآخر لسالمة، حياتها في ألمانيا، ولهذا الكتاب قصة وتفاصيل ستكون مثار حديثنا القادم. "رسائل إلى الوطن" هو تكملة للمذكرات في الحقيقة، فهو يصف حياة الأميرة من بعد هربها 1866 حتى انتقالها إلى برلين أواخر العقد 1870 تقريبا، قام بإخراج هذا الكتاب لأول مرة باللغة الألمانية Heinz Schneppen، الذي كان سفيرا سابقا لألمانيا في تنزانيا، عن دار Philo ببرلين 1999.
يتبع،،

   

الخميس، 9 يناير 2014

ترجمة مقال: "أميرة زنجبار ماتت في مدينة Jena الألمانية"، "Die Prinzessin von Sansibarstarb in Jena"

ترجمة مقال: "أميرة زنجبار ماتت في مدينة Jena الألمانية"، "Die Prinzessin von Sansibarstarb in Jena"
مقال نشر في جريدة "Thüringische LandesZeitung" في 22.02.2011.

هذا المقال رصيد آخر يمكن أن يضاف إلى ملف السيدة سالمة، آثرت ترجمته لما تفرد بذكر شيء من التفاصيل عن السياسة الألمانية حول قضية السيدة سالمة، وتصريحات ابنها سعيد في جريدة Köln بعد توقيع اتفاقية زنجبار وظهور النية الحقيقية للسلطات الألمانية من قضية أمه. وحداثة المقال كذلك كانت مغرية أيضا لترجمته فقد نشر في 2011، أرجو بذلك أن تتحقق به الاستفادة، كما أرجو أن يتفاعل الأصدقاء بالنقاش والنقد إغناء للموضوع..

"تدور أحداث قصة المغامرة حول إميلي روته (السيدة سالمة بنت سعيد)، التي ولدت في زنجبار 1844 ابنةً لسلطان عمان وزنجبار، حظيت كأطفال السلطان في زنجباربطفولة سعيدة. توفي أبوها، فورثت منه ميراثا حسنا، وكانت مقربة من أخيها غير الشقيق ماجد، السلطان الجديد، وكان في ذلك الوقت التاجر الألماني وصاحب الأعمال رودولف هاينريك روته يزاول نشاطاته التجارية في زنجبار، حصل تعارف بينهما فأحبا بعضهما، وأنجبا طفلا: مسلمة ونصراني! سيكون مصير سالمة الرجم، لم يبق لها إلا أن تهرب مع زوجها إلى هامبورج، لكن طفلها لم ينج في هذا الهرب، اعتنقت سالمة النصرانية 1867، واتخذت بعد زواجها في عدن اسم إميلي روته، وولدت ثلاثة أطفال آخرين: 1868 الابنة AntonieThawkaRuete، و1869 الابن Rudolph Said-Ruete، و1870 الابنة Rosalie GuzaRuete، قبل أن يموت زوجها إثر حادث سقوط في مسار للخيول عام 1870.
هذا ولم تشعر سالمة بالانتماء الحقيقي إلى الوطن الجديد في هامبورج، وظلت تحن إلى زنجبار، وبعد موت أخيها ماجد أرادت السفر إلى زنجبار لتحصل على نصيبها من التركة، ولكن أقاربها منعوها من ذلك، بدعوى اعتناقها النصرانية، وكان يهمها أن يتلقى أولادها تربية ورعاية جيدة في ألمانيا، فاضطرت عام 1872 إلى الانتقال من هامبورج إلى Dresden وBerlin وRudolstadt ثم إلى Berlin مرة أخرى، اهتمت بها طبقة النبلاء في ألمانيا، ولكن إميلي الفاتنة لم تكن تداني الناس الغرباء، فبدأت بكتابة مذكراتها ونشرتها عام 1886، فحققت لها شهرة كبيرة، لم ينته الأمر عند هذا الحد، لأن الرايخ الألماني بدأ يظهر نيته في التوسع الاستعماري في شرق أفريقيا فاستغلها لتحقيق ذلك. لم يجد أولادها غرابة في ذلك؛ فأمهم إحدى الشخصيات المهمة.
وضعت السياسة الاستعمارية لبسمارك مخالبها على الضحية إميلي؛ إذ عين بسمارك المستكشف الأفريقي Gerhard Rohlfs قنصلا عاما في زنجبار، وسمح للسيدة سالمة بالسفر معه على إحدى السفن الحربية، ظنت المرأة المسكينة أنها أخيرا ستسترد نصيبها من التركة! ولم تَدْرِ أن سبب الرحلة الحقيقي كان استعماريا بحتا مثلما عبر عنه بسمارك بنفسه حين قال: "إميلي روته ليست سوى ذريعة لمطالبنا أمام السلطان، أما مصيرها وقضيتها فهي ليست من اهتمام الإمبراطورية الألمانية، وإن اضطررنا إلى استعمال القوة لتحقيق مطالبنا فسنستعمل المواطنة الألمانية روته من خلال مطالبها حجة مقنعة لذلك."
ولكن السيدة سالمة لم تسافر على سفينة حربية، وإنما على باخرة LIoyd، وحينما وصلت زنجبار، كان بسمارك قد أعد العدة؛ إذ رست السفن الحربية الألمانية Stosch وGneisenau وElisabeth وPrinzAdalbert في ميناء جزيرة التوابل الساحرة، ولكن بعثة إميلي باءت بالفشل؛ إذ رفض السلطان برغش استقبالها، وبذلك أخفقت سياسة بسمارك الاستعمارية في زنجبار، في نهاية الأمر حصلت تسوية بين ألمانيا وبريطانيا في إطار اتفاقية زنجبار عام 1890، التي قضت بحصول ألمانيا على die Hochseeinsel Helgoland مقابل حصول بريطانيا على زنجبار.
أصبحت إميلي الآن خالية الوفاض، ولم يُجْدِ شيئا ما صرح به ابنها سعيد عام 1890 في صحيفة die kölnischeZeitung: "لا يمكن مطلقا تصور حدوث مثل هذا الظلم لمواطنة ألمانية ... ولكن لا يعني ذلك أن الأمر انتهى، ألمانيا ملزمة بتسوية متعلقات السيدة الألمانية إميلي وحقوقها في زنجبار."

لم تتحمل ألمانيا مسؤولية ذلك. نشرت إميلي كتابها "رسائل إلى الوطن" وعملت معلمة للغة العربية، ثم سافرت عام 1898 إلى بيروت، حيث كان يعمل ابنها سعيد دبلوماسيا، إلى 1914 قامت بعدة رحلات إلى الشرق الأوسط، وبعد موت جميع إخوتها غير الأشقاء قام ابن أخيها السلطان خليفة بن برغش عام 1922 بإجراء معاش يسير لها، عاشت من 1920 إلى وفاتها 1924 في مدينة Jena مع أهل زوج إحدى ابنتيها، وربما لا تزال ذرية لها تعيش في مدينة Jena، ماتت إميلي سنة 1924 في Jena ودفنت في هامبورج مع زوجها في حديقة der FriedhofOhlsdorf.

الثلاثاء، 7 يناير 2014

أميرة عربية بين عالمين،، السيدة سالمة بنت سعيد أميرة عمان وزنجبار،، الجزء الثالث،، سلالة السيدة سالمة

قد يدور في خلد الكثيرين ممن لهم شغف بمعرفة كثير من التفاصيل عن أميرة عمان وزنجبار السيدة سالمة بنت سعيد بن سلطان أسئلة تتعلق بأخبار أولادها وأحفادها، وتلبية لهذه الرغبة، وقبل الشروع في النشاط الكتابي للسيدة سالمة وما كتب عنها ونشر، أود إطلاع القراء على المادة التي نشرها موقع The Royal Ark (http://www.royalark.net/Oman/oman5.htm) حول سلالة السيدة سالمة وذكر بعض التفاصيل عن أولادها وأحفادها.
جاء في موقع The Royal Ark:
-          السيدة سالمة بنت سعيد (Emily Ruete) ولدت في بيت المتوني بزنجبار في 30 من أغسطس عام 1844، تعلمت تعليما خصوصيا، وهربت إلى عدن على متن إحدى السفن الحربية البريطانية، هناك في عدن تلقت مبادئ النصرانية واتخذت اسم إميلي Emily، وفي أبريل عام 1867 تم تعميدها رسميا. ذهبت إلى هامبورج بصحبة زوجها عام 1867، وعاشت في يافا وبيروت 1889-1914، كتبت عدة كتب عن حياتها ومنها مذكرات أميرة عربية 1888، تزوجت في الكنيسة المسيحية بعدن في 30 من مايو 1867 برودولف هاينريك روته (مواليد هامبورج، ألمانيا، 10 مارس 1839)، وتوفي في حادث سير (6 أغسطس 1870 ودفن في حديقة Fridhof Ohlsdorf)، كان وكيلا تجاريا لـ Hansing & Co في عدن عام 1855 ورئيس شركة Koll & Ruete وRuete & Co في زنجبار، وهو الابن الأكبر للدكتور phil. Hermann Adolph Ruete  من زوجته الأولى Francisca Rosalie.  ماتت السيدة سالمة نتيجة إصابتها بالتهاب رئوي Doppellungenentzündung في بناية رقم 4 بـ Gartenstraße في مدينة Jena بألمانيا في 29 من فبراير عام 1924، ودفنت في نفس المقبرة التي دفن فيها زوجها في هامبورج. كان لها من الذريّة ابنان وبنتان:
-          الابن الأول: هاينريك روته Heinrich Ruete، ولد في عدن في السابع من ديسمبر عام 1866، وكان وفاته بين الأول من أبريل و30 من مايو من عام 1867.
-          الابن الثاني: السيد سعيد روته رودولف Said- Ruete Rudolph، ولد في هامبورج بألمانيا في 13 من أبريل 1869، تلقى تعليمه الثانوي في ثانوية Wilhelmus  في مدينة Köln، ودرس في برلين بمدرسة Mil Cadet، والتحق بجامعة فؤاد في القاهرة بمصر، وعمل في السلك العسكري (1887-1898)، بعد ذلك عمل مفتشا في Commercial Railways بمنطقة الشرق الأوسط (1899-1900)، بعدها عمل في البنك الأهلي المصري عام 1904، وفي بنك الشرقي الألماني في القاهرة (1906-1910)، أقام في لندن من عام 1910 إلى 1914 ثم من 1919 إلى 1938، وفي سويسرا (1914-1919)، تخلى عن الجنسية الألمانية وأصبح مواطنا بريطانيا في 26 من نوفمبر 1934، كان كاتبا وصحفيا، له "المراسلات السياسية" و"مقالات الحرب السلمية" (1914-1918)، (1919)، وكتاب "سعيد بن سلطان" (1929)، حصل على بعض الأوسمة والألقاب، حصل على لقب سيّد من قبل سلطان زنجبار خليفة الثاني عام 1932، وعلى وسام السعيدي من عمان من الدرجة الأولى (10.10.1928)، ووسام النجم الماسي من زنجبار من الدرجة الثانية (07.02.1929)، وحصل على وسام الأسد والشمس من إيران من الدرجة الثالثة (1913)، وعلى النيشان العثماني من الدرجة الثالثة (1903)، وعلى نيشان النبل من الدرجة الرابعة (1895) في تركيا، وعلى وسام النسر الأحمر من بروسيا من الدرجة الرابعة (1912)، تزوج Said-Ruete بـ Maria Theresia (المولودة بمدينة Köln الألمانية، 3 أبريل 1872، وابنة Mathias MathissenK، تاجر من مدينة Köln، من زوجته Mathilde)، في برلين  في 16 من سبتمبر 1901، وتوفي سعيد في سويسرا بمدينة Luzern في الأول من مايو عام 1946، وكان له من الذرية ابن وبنت:
-          الابن: Werner Heinrich Mathiessen Said-Ruete، ولد في برلين في 22 من مايو 1902، درس في مدرسة Lyceum Alpinum بسويسرا، هاجر إلى الولايات المتحدة في العقد الخمسين من القرن الماضي، وتزوج بـ Roslyn C. Warner من Palm Beach بولاية فلوريدا، وهي أرملة لـ Ellsworth C. Warner. وله من الذرية ابن واحد:
-          Kommandant Edward Said RueteK: بروفيسور في أنظمة معلومات الكمبيوتر.
-          البنت: Salme Mathilde Benvenuta Olga Said-Ruete، ولدت في كنسينغتون Kensington بلندن، في 8 من مايو 1910، تزوجت أحد الرعايا البريطانيين.
-          البنت الأولى للسيدة سالمة: Antonie Thawka Ruete، ولدت في هامبورج بألمانيا في 24 من مارس 1868، وتوفيت في سبتمبر من عام 1923، تزوجت في برلين بـ Eugen Brandeis (ولد في 23 سبتمبر 1846، وتوفي في برلين 1919)، شغل مستشارا للملك الزاموي Tupua Tamasesa Titimaea (1886-1889). وكان لها من الذرية بنتان:
-          Gretchen Brandeis: ولدت في Apia  بـ Samoa.
-          البنت الأخرى تزوجت بالدكتور von Brandt بجامعة Erlangen.
-          البنت الثانية للسيدة سالمة: Rosalie Ghuza Ruete، ولدت في هامبورج في 16 من أبريل 1870، وتزوجت في برلين في يناير 1902، ولها من الذرية بنتان.

هذا ما تم نشره في الموقع، وقد حوى تفاصيل عن أولادها وأحفادها أرجو أن يكون قد لبى بعضا من تلك الرغبة لدى المهتمين، سأقوم لاحقا بنشر بعض الصور الفوتغرافية للعائلة لمن أحب التعرف إلى بعض شخصياتها،،
 سأنتقل في الحديث القادم إلى النشاط الكتابي للسيدة وما كتب عنها ونشر،،
يتبع،،





الاثنين، 6 يناير 2014

أميرة عربية بين عالمين السيدة سالمة بنت سعيد بن سلطان أميرة عمان وزنجبار، الجزء الثاني


سأستأنف الحديث عن الموضوع الذي شرعت فيه والذي يتعلق بصاحبة مذكرات أميرة عربية لتسليط الضوء على بعض التفاصيل المغيبة والتي ربما تساعد على تشكيل صورة أوضح لما اعترى الحادثة من غموض وغرابة، وتحاول أيضا تأويل الأحداث تأويلا يقترب من الواقع والمنطق، كان الحديث في المرة السابقة عن حياة سالمة في زنجبار حسب ما ورد في الويكيبيديا الألمانية (http://de.wikipedia.org/wiki/Emily_Ruete )، وهذا الجانب من حياتها يعد أكثر وضوحا للمتلقي نظرا لما تم سرده في مذكراتها التي تناولت حياتها الأولى في زنجبار منذ ولادتها 1844 حتى 1866، عدا بعض التفاصيل التي ذكرتها في الحديث السابق والتي قد تساعد على تفسير بعض الأحداث وأكملت بعض الفراغات الناقصة.
سيكون القادم أكثر إدهاشا للمتلقي، إذ سيفتح جانبا ظل مغيبا سنين طويلة (حياتها من 1866 إلى 1924)، يكشف عن عالمها الآخر الذي كانت ترجو به الخلاص والحرية، هذا العالم المدفون عن المتلقي العربي آن له أن ينبش ليظهر ما خفي وما كان، أحداث جديدة ومواقف فريدة عايشتها الأميرة العربية في عالمها الآخر، يتوق لمعرفتها التائقون، وحق لهم ذلك..
سيكون منهجي في التعاطي مع الموضوع التركيز على الأدبيات الألمانية ومحاولة إظهار أكبر قدر ممكن مما وثقه الألمان عن هذه الشخصية المهمة، منطلقا مما ورد في الويكيبديا الألمانية متفرعا إلى غيرها، أبتغي بذلك كشف هذا العالم الجديد المجهول لعيون القراء العرب والدارسين والباحثين..
2- حياتها في ألمانيا:
بعد هربها إلى عدن تزوجت رسميا بالتاجر الألماني رودلف هاينريش (Rudolph Heinrich) في الثلاثين من مايو عام 1867، بعدها اتجها إلى مدينة هامبورج الألمانية (بلدة زوجها)، وفي الرابع والعشرين من مارس عام 1868 ولدت ابنتها Antonie Thawka Ruete، التي أصبحت لاحقا زوجة أويجن براندايس (Eugen Brandeis) أحد المسؤولين في المستعمرة الألمانية في منطقة المحيط الهادي، وفي الثالث عشر من أبريل عام 1869 ولدت ابنها (Rudolph Said-Ruete)، وفي السادس عشر من أبريل عام   1870 ولدت ابنتها الأخرى (Rosalie Guza Ruete). توفي زوجها في حادث دهس نتيجة قفزه في طريق عربات الخيل في Uhlenhorst إحدى مدن هامبورج.
ونتيجة منع السلطات سالمة من تركة زوجها، اضطرت إلى الانتقال للعيش فترات قصيرة في كل من Dresden وBerlin وRudolstadt وKöln. وفي عام 1875 حاولت أن تلتقي أخاها برغش في لندن عندما كان في زيارة رسمية إلى بريطانيا، ولكن باءت محاولتها بالفشل، قامت رسميا برفع مطالباتها باستعادة أملاكها المصادرة في زنجبار التي رفض برغش إعادتها إليها..
حاول "Bismarck" استغلال الموقف في ظل تفاقم المصالح الاستعمارية لبريطانيا وألمانيا في شرق أفريقيا، فسمح لها بالسفر إلى زنجبار برفقة مسؤولين ألمان مرتين عام 1885 و1888، ولكن مرة أخرى قابل السلطان برغش جميع مطالبها بالرفض، وجدد رفضه استقبال أخته في زنجبار. وبعد مؤتمر الكونغو واتفاقية Helgoland-Sansibar تحددت المصالح الاستعمارية لألمانيا وبريطانيا، فلم تعد السلطات الألمانية بعد ذلك تكترث لقضية السيدة سالمة بعد أن قضت منها وطرها.
في عام 1886 نشرت سالمة أول كتاب لها. وقد عملت لتأمين رزقها معلمة للغة العربية. وفي عام 1889 سافرت إلى بيروت، حيث كان يعمل ابنها موظفا في القنصلية الألمانية. قامت بعد ذلك بعمل رحلات أخرى طويلة إلى الشرق الأوسط حتى 1914، ثم استقر بها المقام في ألمانيا حتى وفاتها عام 1924، وبعد موت جميع إخوتها غير الأشقاء قام ابن أخيها السلطان خليفة بن برغش بتخصيص معاش يسير لها عام 1922، عاشت السيدة سالمة سنيها الأخيرة (1920-1924) في مدينة Jena مع أهل زوج إحدى ابنتيها. ودعت سالمة الحياة عام 1924 في مدينة Jena وقبرت في هامبورج في حديقة  der Hamburger Friedhof Ohlsdorf، ويعد قبرها من قبور المشاهير..
سأكتفي بهذا القدر الآن، وسأركز في الحديث القادم على نشاطها الكتابي وما كتب حولها ونشر،،

يتبع،،