أناماري شيمل باحثة ألمانية في الشؤون الإسلامية، ولدت
عام 1922 بمدينة إرفورت بألمانيا، كان أبوها موظفا في البريد، ومهتما بالفلسفة
والتصوف، أما أمها فكانت تنتمي إلى عائلة من البحّارين. بدأت تتعلم العربية على يد
المستشرق الألماني هانس إلينبرج وهي طالبة في الخامسة عشرة من عمرها، وفي الوقت
نفسه كانت تُدَرِّس اللغة الألمانية في جامعة فريدريش شيلر بمدينة ينا. وقد تم
تقفيزها سنتين وبذلك أنهت الثانوية العامة وهي في السادسة عشرة. بدأت عام 1939 بعد
ستة أشهر من الخدمة التطوعية بدراسة الكيمياء والفيزياء في جامعة فريدريش فيلهلم
سابقا (جامعة هومبولت حاليا) ببرلين، وكانت تحضر مستمعةً أيضا محاضرات تاريخ الفن
الإسلامي واللغة العربية، حصلت عام 1941 على الدكتوراه بدرجة امتياز من جامعة
برلين حول مكانة الخليفة والقاضي في مصر في العصور الوسطى المتأخرة، وقد نُشرت عام
1943 أيضا في كتاب "عالم الإسلام". عملت حتى نهاية الحرب مترجمة في وزارة
الخارجية الألمانية. اعتقلتها السلطات الأمريكية في ماربورج مع باقي موظفي
الخارجية من مايو 1945 حتى سبتمبر. حصلت على دكتوراه ثانية عام 1951 في موضوع تاريخ
الأديان بإشراف فريدريش هايلر وكان عنوان الأطروحة دراسات حول مفهوم الحب الصوفي
في التصوف الإسلامي المبكر من جامعة ماربورج. عينت من عام 1953 حتى 1954 أستاذا
منتدبا في جامعة ماربورج. وأصبحت عام 1961 محاضرا منتدبا في اللغات الشرقية في
جامعة بون، كانت أحد أعضاء هيئة التدريس في جامعة هارفارد في كامبرج بالولايات
المتحدة الأمريكية (1967-1992)، وقد وكل إليها مهمة تأسيس معهد للثقافة الإسلامية
الهندية، ومن ثَمّ أصبحت سنة 1970 أستاذة متخصصة في الثقافة الإسلامية الهندية
بجامعة هارفارد.
درّست بصفتها أستاذة أو محاضرة في مؤسسات مختلفة منها
كلية الإلهيات بأنقرة، وفي المعهد الإسلامي بلندن (1982-1983)، وفي جامعة إدنبرة
(1992-1993). وقد وصفت باكستان بأنه وطنها الثاني، وفي لاهور تم تسمية معهد جوته
السابق باسمها.
وقد نشرت أناماري شيمل أكثر من مائة كتاب ومقال ومنشور
علمي. منحت عام 1995 جائزة السلام التي يمنحها اتحاد الناشرين الألمان سنويا
بالتزامن مع معرض فرانكفورت للكتاب. وقد أثار منحها للجائزة جدلا واسعا في
ألمانيا، وكان من ضمن المعارضين كُتّاب من أمثال يوهانس ماريو سيمل، وتسليمة نسرين، ورالف جيوردانو،
وأليس شفارتسر، وإلفريدي يلينيك، غونتر فالراف، وبسام الطيبي. كما احتجت 270 دار
نشر وما يقرب من 300 مكتبة تجارية على منحها الجائزة؛ لأنها أعربت في مقابلة
تلفزيزنية عن تفهما لغضب العالم الإسلامي من رواية الآيات الشيطانية للكاتب
البريطاني الهندي سلمان رشدي.
وأثارت بذلك جدلا واسعا في المشهد الأدبي، وتعرضت
لهجوم من الكاتبة والطبيبة البنجالية تسليمة نسرين، كما وجه إليها تلميذها السابق جيرنوت
روتر هجوما شديدا. وتوجه عدد من الكتاب والمشاهير ودور النشر وأصحاب المكتبات
برسالة مفتوحة إلى الرئيس الألماني رومان هرتسوغ من أجل حجب الجائزة عنها. ونتيجة
لذلك اجتمعت لجنة التحكيم مرة أخرى، ومع ذلك جرت مراسم تسليم الجائزة، وشفع لشيمل
أنها لم تكن ذات توجه سياسي.
بذلت أناماريا شيمل حياتها لتقديم فهم أفضل
عن الإسلام في الغرب ومن أجل التعايش السلمي بين المسلمين وغير المسلمين. وفي هذا
السياق أعادت مرة أخرى إحياء مكانة المستشرق والشاعر والمترجم الألماني فريدريش
روكرت الذي يعد أهم ناقل للآداب الشرقية إلى الألمانية. وكانت هي نفسها مهتمة
بالتصوف الإسلامي وكان شاعرها المفضل محمد إقبال. وقد نفت مرارا زعم اعتناقها للإسلام
وتسمّيها باسم جميلة.
وقد سُمّي شارع في مدينة لاهور الباكستانية
باسمها. وأقيمت مراسم جنازتها في كنيسة الصليب البروتستانتية بمدينة بون في الرابع
من فبراير سنة 2003.
تم تكريم شيمل في محافل عدة ونالت جوائز مرموقة،
من بينها:
1965: جائزة فريدريش روكرت من مدينة شفاينفورت.
1980: جائزة يوهان هاينريش فوس للترجمة من الأكاديمية
الألمانية للغة والشعر.
1983: الهلال الفخري من جمهورية باكستان الإسلامية.
1989: وسام الاستحقاق من جمهورية ألمانيا الاتحادية.
1990: البومة الذهبية من جمعية سقراط.
1992: جائزة الدكتور ليوبولد لوكاس من جامعة
توبنغن.
1995: جائزة السلام لاتحاد الناشرين الألمان.
1996: وسام الاستحقاق المصري للفنون والعلوم
من الدرجة الأولى.
1997: عضو فخري في المركز الإسلامي في ألمانيا.
2001 جائزة روشالن لمدينة بفورتسهايم.
2002: وسام دوستليك من جمهورية أوزبكستان.
2002: جائزة محمد نافع الشلبي الإعلامية.
2005: خُلد ذكرها في "ممشى المشاهير"
في شارع بونجاسّا بمدينة بون.
مختارات من أعمالها:
-
الخليفة والقاضي في أواخر القرون الوسطى مصر.
أطروحة. جامعة لايبزيغ 1943.
-
التهويدات (هدهدات النوم). هولتزمندن 1948
-
دراسات حول مفهوم الحب الصوفي في الإسلام. أطروحة.
جامعة ماربورغ 1954.
-
باكستان - قلعة بألف بوابة. زيوريخ 1965.
-
الأبعاد الصوفية في الإسلام. تاريخ التصوف (العنوان
الأصلي: أبعاد صوفية للإسلام، Mystical dimensions of Islam). الجزيرة، فرانكفورت 1995، (الطبعة الألمانية بواسطة Diederichs، كولونيا 1985).
-
ترجمة وتحرير: الحلاج: "أيها الناس، أنقذوني
من الله" (أبو المغيث الحسين بن منصور الحلاج). هيردر، فريبورج/ بازل/ فيينا عام
1985. (طبع هيردر، فريبورج / بازل / فيينا عام 1995).
-
جلال الدين الرومي: أنا الريح وأنت النار. سيرة
الصوفي ونتاجه. كولونيا 1978 (طبع: Diederichs، كولن عام 2003)
-
الإسلام في شبه القارة الهندية. بريل، ليدن
1980.
-
... وأن محمدا رسول الله. تبجيل النبي في التدين
الإسلامي. Diederichs، دوسلدورف 1981.
-
تحرير: القِطّ الشرقي. Diederichs، كولن 1983). (ط 3. هيردر، فريبورج/ بازل/ فيينا 1996).
-
تحرير: مقدمة وملاحظات في القرآن. (مكتبة Reclam
العالمية. رقم. 4206). (العنوان الأصلي: ترجمة القرآن من العربية
لماكس هينينج). Reclam، شتوتغارت 1990.
-
دين الإسلام: مدخل. (مكتبة Reclam
العالمي، رقم 18659 كتاب Reclam
للخيال). ط 11Reclam .، شتوتغارت. (الطبعة الأولى
بعنوان الإسلام، 1990).
-
جبال، صحارٍ، مقدسات. رحلاتي إلى باكستان والهند.
dtv، ميونخ 1994.
-
منامات الخليفة. المنامات وتفسيرها في الثقافة
الإسلامية. بيك، ميونخ 1998.
-
الغناء والانتشاء. النصوص الصوفية من الإسلام
في الهند. Kösel، ميونيخ 1999.
-
في إمبراطورية المغول العظيم. التاريخ والفن
والثقافة. بيك، ميونخ 2000.
-
الجنة الصغيرة. الأزهار والحدائق في الإسلام.
هيردر، فرايبورغ، 2001.
-
السنة الهجرية. الأزمنة والأعياد. (سلسلة بيك).
ط3. بيك، ميونخ 2011. (الطبعة الأولى 2001)
-
الشرق والغرب. حياتي الغربية الشرقية. سيرة ذاتية.
بيك، ميونخ 2002. (ترجمها إلى العربية د. عبد السلام حيدر ونشرها في المشروع القومى للترجمة بالقاهرة تحت
عنوان "شرق وغرب: حياتى الغرب - شرقية" (2004) التي تضمنت عرضا لتنوع
جهودها العلمية ولرحلاتها (إلى المؤتمرات والمحاضرات) عبر أوروبا وأميركا الشمالية
وأندونيسيا والباكستان وتركيا والهند وإيران وأفغانستان والدول العربية ودول وسط آسيا،،،
من
الويكيبيديا).
وقد ترجمت بعض كتبها الأخرى أيضا إلى العربية
مثل:
-
الأبعاد الصوفية في الإسلام، وتاريخ التصوف.
ترجمة: محمد إسماعيل السيد ورضا حامد قطب، دار الجمل.
https://docs.google.com/file/d/0B5ouQ_Ym2-loSG9LUEllcG1maUE/edit
-
أناماري شيمل، نموذج مشرق للاستشراق، ترجمة
وتعليق: ثابت عيد، تقديم د. محمد عمارة، دار الرشاد.
-
الجميل والمقدس، تحقيق وترجمة: عقيل يوسف
عيدان، الدار العربية للعلوم ناشرون https://docs.google.com/file/d/0B4tdKbWs3AxXWFN2OFl6OTlrUEk/edit
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق